بينهم 3 أطفال.. ضربات روسية على أوديسا تُصيب مدنيين وتُعمّق المخاوف الإنسانية
بينهم 3 أطفال.. ضربات روسية على أوديسا تُصيب مدنيين وتُعمّق المخاوف الإنسانية
أسفرت ضربات روسية جديدة استهدفت مدينة أوديسا الأوكرانية، ليل الثلاثاء/ الأربعاء، عن إصابة ستة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال، في تصعيد إضافي يطول واحدة من أهم المدن الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية.
وأفاد رئيس الإدارة العسكرية في المدينة، سيرغي ليساك، عبر شبكات التواصل الاجتماعي بأن الحصيلة الأولية تشير إلى إصابة 6 مدنيين نتيجة “الهجوم الليلي”، موضحًا أن بين المصابين طفلين يبلغان 8 و14 عامًا، إضافة إلى رضيع لم يتجاوز عمره 7 أشهر، في حين وُصفت حالة رجل يبلغ 42 عامًا بالخطِرة، ما يسلّط الضوء على الأثر الإنساني المتزايد للهجمات، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأوضح محافظ الإقليم، أوليه كيبر، أن الهجوم نُفذ باستخدام طائرات مسيّرة استهدفت بنى تحتية سكنية ولوجستية، ما أدى إلى أضرار واسعة في مبانٍ سكنية، واندلاع حرائق، إضافة إلى انقطاع المياه والتدفئة عن أجزاء من المدينة، في وقت يشهد فيه السكان ذروة احتياجاتهم خلال فصل الشتاء.
ضغط متصاعد مع حلول الشتاء
تأتي هذه الضربات في سياق تصعيد ملحوظ تشهده أوديسا منذ أسابيع، حيث باتت المنشآت المرتبطة بالطاقة والصناعة والموانئ أهدافًا متكررة، في محاولة للضغط على القدرات الاقتصادية واللوجستية لأوكرانيا.
وكانت المدينة قد تحولت، منذ بداية الحرب، إلى شريان حيوي لتصدير الحبوب والمواد الأساسية عبر البحر الأسود.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في منتصف ديسمبر، موسكو بالسعي إلى “زرع الفوضى وممارسة ضغط نفسي خلال الشتاء على الأوكرانيين عمومًا، وسكان أوديسا خصوصًا”، معتبرًا أن استهداف البنية التحتية في هذا التوقيت يهدف إلى إنهاك المجتمع المدني.
وبالتوازي مع ما يجري في الجنوب، أعلنت السلطات في منطقة دنيبروبتروفسك شرق البلاد عن إصابة رجلين جراء هجمات روسية بطائرات مسيّرة قرب خطوط القتال، في مؤشر على اتساع رقعة الاستهداف.
تداعيات متبادلة وتصعيد
في المقابل أعلنت السلطات الروسية عن إصابة شخصين في هجوم بمسيّرات استهدف مدينة توابسي في إقليم كراسنودار، وألحق أضرارًا بمصفاة نفطية ومبانٍ سكنية، كما سُجل سقوط ثلاثة جرحى آخرين في منطقة بلغورود، وفق بيانات رسمية روسية.
وتتزامن هذه التطورات الميدانية مع تصاعد التوتر السياسي بين أوكرانيا وروسيا، على خلفية تصريحات أمريكية وأوكرانية تحدثت عن تقدم محتمل في محادثات إنهاء الحرب.
غير أن موسكو اتهمت كييف مؤخرًا بمحاولة استهداف مقر إقامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي اتهامات نفتها أوكرانيا معتبرة أنها بلا أدلة.
وأعلن زيلينسكي من جهته عن اجتماع مرتقب في السادس من يناير في فرنسا مع قادة دول حليفة لكييف، يسبقه لقاء في الثالث من الشهر ذاته داخل أوكرانيا مع مستشارين أمنيين، في محاولة لتنسيق المواقف وسط مشهد عسكري وسياسي لا يزال مفتوحًا على مزيد من التصعيد.











